في عالم يشهد تصاعدًا كبيرًا في صناعة المغامرات، حيث تقدر قيمته بنحو 265 مليار دولار، يبرز نوع خاص من السياحة يجذب انتباه العديد، إنها “سياحة الموت”، حيث يتوجه البعض إلى مناطق النزاعات والكوارث الطبيعية ليستمتعوا بتجربة مليئة بالأدرينالين.
جذور تاريخية للمغامرة في قلب الدمار
ليست “سياحة الموت” ظاهرة جديدة، بل تعود جذورها إلى عقود طويلة مضت. أثناء الحرب النابليونية والحرب الأهلية الأمريكية وحرب القرم، كان الناس يسافرون إلى المدن المدمرة ويزورون ساحات المعارك بعد انتهاء المذابح، حاملين معهم تذكارات من تلك اللحظات العنيفة. كانوا يتجولون على مسافة آمنة من الاشتباكات، وكأنهم في رحلة عادية، لكنهم كانوا يعيشون تجارب تفصلهم خطوة واحدة فقط عن الخطر.
مغامرات على حافة الخطر
في عام 2014، كانت المخرجة البولندية فيتا ماريا درايغاس، التي تبلغ من العمر 39 عامًا، تصور فيلمًا وثائقيًا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث صُدمت عندما وجدت إعلانًا يدعو إلى “جولات رخيصة على الخطوط الأمامية”. في البداية، اعتقدت أن الأمر مجرد مزحة أو استفزاز من الجانب الروسي، لكنها بعد العودة إلى بولندا واكتشافها لعالم “السياحة السرية” أدركت أن هناك فئة من الناس تجد متعة في تجربة الحياة على حافة الخطر.
دوافع غامضة
درايغاس، التي أمضت سبع سنوات في تصوير فيلمها الوثائقي “منطقة الخطر”، تتبعت في هذا العمل مجموعة من السياح الذين يختارون قضاء عطلاتهم في أماكن تعتبر الأكثر خطورة على وجه الأرض. وعن دوافعهم، تقول درايغاس: “كل شخص لديه دوافعه الخاصة، من الصعب تحديد دافع واحد مشترك بينهم، ولكن الأدرينالين يلعب دورًا كبيرًا في تحفيز هؤلاء الأشخاص. إنه يشبه الإدمان، حيث يبحث هؤلاء المغامرون عن تلك الاندفاعة المليئة بالإثارة، والتي لا يجدونها في حياتهم اليومية العادية.”
الإثارة التي تتحدى المنطق
ما الذي يجعل شخصًا يختار قضاء عطلة في مكان يعيشه الرعب يوميًا؟ بالنسبة لكثيرين، قد يبدو الأمر غير معقول، لكن هؤلاء المغامرون يجدون في هذه الرحلات وسيلة لتحدي الذات واستكشاف المجهول. وبينما يرى البعض في ذلك هروبًا من روتين الحياة اليومية، يعتبره آخرون رحلة إلى أعماق الخطر بحثًا عن مغامرة لا تنسى، مهما كانت التبعات.
للإطلاع على كافة المقالات واحدث المقالات يرجى زيارة الصفحة الرئيسية لموقع Turk Blogs