في أعقاب جائحة كوفيد-19، باتت الدول الأوروبية تعاني من نقص حاد في العمالة في قطاع السياحة، ولهذا السبب باتت تتجه نحو تركيا لاستقطاب العمالة اللازمة للعمل في هذا القطاع الحيوي. تحاول الشركات الأوروبية جاذبة الطلاب وخريجي مدارس السياحة في تركيا من خلال عروض مغرية.
التحديات الحالية
بحسب إيبرو إيتشيجين، عميد كلية السياحة في جامعة أكدينيز، فقد استقال حوالي 1.7 مليون شخص من وظائفهم في صناعة السياحة في أوروبا، وعاد فقط 570،000 منهم. وقالت إيتشيجين إن الدول الأوروبية بحاجة إلى 1.2 مليون موظف لسد هذه الفجوة.
وفي سياق متصل، أكدت إيتشيجين أن الشركات الأوروبية تتصل بهم للاستفسار عن طلابهم وخريجيهم، خاصة بعد الجائحة. ولفتت إلى أنه في السنوات السابقة، كان الطلاب والخريجون الراغبون في العمل في الخارج يواجهون العديد من المشاكل. ولكن اليوم، يتصلون بنا شركات السياحة في أوروبا.
تحديات السياحة التركية
من جهة أخرى، أعربت إيتشيجين عن قلقها من أن يفقد قطاع السياحة التركي العمال المهرة. وفي هذا السياق، قالت: “أفضل وسيلة لتركيا للاحتفاظ بالعمال المدربين هي تمديد موسم السياحة إلى 12 شهرًا وتحسين ظروف العمل”.
التطور الاقتصادي لتركيا
تعتبر تركيا من اللاعبين الرئيسيين في صناعة السياحة العالمية. وفقًا لوزير الثقافة محمد نوري إرسوي، احتلت تركيا المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد الزوار في عام 2022، بلغ 51.4 مليون زائر. وقال إرسوي إن البلاد زادت إيرادات السياحة من 12.4 مليار دولار في عام 2002 إلى 46.5 مليار دولار في عام 2022، محققة المرتبة السابعة عالميًا من حيث إيرادات السياحة.
ووفقًا للمعهد التركي للإحصاء، فإن عدد العاملين في وكالات السفر وشركات الجولات في تركيا بلغ حوالي 84،000 شخص في سبتمبر، مع زيادة قدرها 4.7٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
الانخراط الاقتصادي
في قطاع الإقامة وخدمات الطعام، بلغ عدد الموظفين حوالي 1.3 مليون، بزيادة تقدر بنحو 4.7٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وأظهرت البيانات أن قطاع الإقامة وحده استخدم ما يقرب من 450،000 شخص، مما يشير إلى زيادة بنسبة 5.9٪ على أساس سنوي.
تواجه أوروبا تحديات في مجال العمالة في صناعة السياحة، وترى في تركيا شريكًا مثاليًا لسد هذه الفجوة. ومن الواضح أن تركيا، بفضل نهجها الاقتصادي وتطويرها المستمر في قطاع السياحة، تظل جذابة للشركات والعمال على حد سواء.